سنة أولى تجارة: هذا ما تعلمته

سنة أولى تجارة: هذا ما تعلمتهخضت تجربة صغيرة في عالم الأعمال، مررتُ خلالها بدهشات كثيرة، جعلتني أؤمن أن هذا العالم لن تفهمه إلا بعد أن تكتشفه، ولن تكتشفه إلا حين تجرب وتخطئ، في البدء ستعتقد أن الانطلاقة نحوه بسيطة وسهلة، وأن كل ما تحتاجه لا يتجاوز بضع خطوات في مسار مستقيم، ولكن ما تعلمته دفع بي باتجاه آخر، مغامرة مبهرة ومؤثرة تركت بصماتها على عملي وشخصيتي..وهنا أشارككم أهم 6 قيم ظفرت بها من هذه التجربة:قل مرحبًا للخوفنعم قل مرحبًا وأهلًا بالخوف، فهو أول شعور ستتعرف عليه بعد شرارة الحماس، وسيصاحبك كثيراً؛ لذا عليك أن تتعرف عليه وتمسك بيده وتساوي خطواته بخطواتك، دعه يمشي معك لأنه حالة دائمة، لا تتوقع رحيله بعد تجاوزك للمرحلة الأولى، ولا تضيع وقتك في انتظار ذهابه الأبدي، حاول أن تتقبل وجوده وتدرك أنه موجود ليحميك ويحذرك ويجعلك في تحفز مستمر، فوجوده لا يعني أنه سيوقفك.حتى أهم وأبرز الناجحين لا يزال الخوف رفيقه، تصالح مع هذه الحقيقة بوضع خطط تأخذ هذه الصداقة إلى النضج والحكمة، اعرف وتعلم أكثر، فكلما وجدت إجابات للأسئلة بداخلك أصبحت قادراً على التقدم بجرأة، كن على يقين أن تجربتك ستحررك من مكانك، وتخيل نفسك بعد عدة سنوات تقف في نفس النقطة خائف من المضي خطوة إلى الأمام، فهل هذا المصير الذي تريده؟تقريبًا هذا ما ستصبح عليه إن استسلمت للحظات الخوف الآن، تخيل أبشع النتائج والخسائر، ستجد أن كل خسارة قليلة وهينة عند مقارنتها بعدم إنجازك وضياع التجربة، تذكر أن هذه ليست نهاية العالم، أنت من ستسمح لقصتك بالاستمرار، أو تحكم عليها بالفشل من خلال توقفك عند أول عثرة، ورعبك من أول خسارة.الوقت قيمة عظمىإذا سألت أي صاحب مشروع ماذا تحتاج لتصبح أفضل؟ سيقول لك: "الوقت"، ستحتاج للوقت أكثر من حاجتك إلى المال، سيتعين عليك أن تفعل كل شي في نفس اللحظة، لذا قلص من أدوارك غير المهمة حتى تحتفظ بالوقت والطاقة لتطوير نفسك وبناء مشروعك.لا تنسى أهم شخص لديكأنت أهم شخص في هذه التجربة، لذا اهتم بغذائك وصحتك البدنية والنفسية، مارس هواياتك وحاول أن ترعى مزاجك الجيد معظم الوقت، فأنت البطل في هذه الرحلة، استمتع بالطريق واستثمر في ذاتك، تعلم واقرأ وحفز نفسك باستمرار، اختر الطريقة التي تناسبك للتعلم ولا تتنازل عنها أبداً، ففي هذا العالم المتسارع توقفك للحظة سيتيح الفرصة للآخرين أن يتجاوزوك.التسويق أسلوب حياةلا تجعل الأقاويل الكثيرة عن التسويق تخيفك، فالموضوع أبسط من كل هذا التعقيد، بعيداً عن نظريات التسويق التي لا حصر لها فإن أهم معلومة أقدمها لك أن التسويق رحلة يومية ممتعة، وعملائك هم أجمل رفقاء في الرحلة، إن قصت لهم حكايتك سينتمون لك أكثر، وإن ظهرت لهم بشكل واضح من خلال هوية بصرية متكاملة سوف تثبت في أذهانهم، وإن قدمت لهم منتجات يحتاجونها فعلاً سوف يدفعون لك بكل سرور، وإن كنت دائم الحضور لديهم على صفحات التواصل الاجتماعي، فستكون خيارهم الأول حين يحتاجون لاقتناء شيء من فئة منتجك، وإن تحدثت معهم بعفوية وشاركتهم أفكار مفيدة من خلال محتوى منظم، سيميلون لك ويتحلقون حولك وستكون صديقهم السري المفضل، وبقدر ما ستمنحهم من المتعة ستحصل أنت على الضعف منها.لا تكن سوى نفسكمشروعك هو منظورك الخاص للأشياء، لا داعي لأن تستنسخ نجاحات غيرك، نعم تعلم منهم ولكن ابق على تفردك، فالعملاء متعطشون للاختلاف، للأشياء الجديدة والمبتكرة، لا تبالغ في المثالية التي تفقدك هويتك الخاصة، وحافظ على أكبر قدر من الأصالة، تعمق في تفاصيلك الخاصة وواصل الغوص ثم اخرج بحلتك التي لا تشبه أحد.لا تنفق كل ما تملكعند البدء تريث في الإنفاق، كن كثير الحذر دون التضحية بجرأتك وشجاعتك، ضع اختبارات ومقاييس صغيرة أمام العميل واكتشف النتائج بنفسك، لن تحصل على نتائج واقعية حتى لو كتبت 100 دراسة جدوى، فالحقيقة تحدث على أرض الواقع، لذا كن مع عملائك قبل الانطلاق، اسألهم وافهم احتياجاتهم، وقدم مقاييسك بعد أن تدرسهم جيداً، لاحقًا يمكنك الإنفاق بسخاء حين تعرف حقاً ماذا يريدون.