التسويق الشفهي ببساطة

التسويق الشفهي ببساطةالتسويق الشفهي ببساطة (Word of Mouth)مشروع مهند استهلك أكثر من المبلغ المرصود بالميزانية في فترة التأسيس، ولما وصل لمرحلة الإطلاق كانت الميزانية للخطة التسويقية أقل من المطلوب. مهند جلس بالمكتب محتار ويفكر كيف يحل هالمشكلة، في هذه الأثناء دخل عليه أحد أصحابه ومعه كوب قهوة قدمه له وبدأ يُسهب في مدح ووصف المكان والخدمة المُقدمة وشكل الكوب المميز وروقان القعدة في المقهى.فسأل مهند نفسه وقتها "صاحبي هذا تخصصه فيزياء ومع ذلك أعلن عن محل ومُنتج وسوّقه!"كل فرد منا هو مُسوق، مُسوق على أقل تقدير وببلاش! وفوق هذا يُسوّق مقابل خدمة يدفع حقها بدل ما يُدفع له! من يوم تطلع من بيتك وأنت تاخذ توصيات من اللي حولك (ورشة صيانة، مطعم تجربه، مكان تزوره… إلى آخره.) وكل هذه التوصيات جتك بناء على أشخاص تثق بتجربتهم، تعنوا ودفعوا وجربوا ونقلوا لك خلاصة الرحلة، واحتمال كبير أنك بتوصي شخص آخر على هذه الأماكن بدون ما تجربها. بالتالي خُلقت سلسلة من المُسوقين الشفهيين يتناقلون ويُشِهرون المُنتج والمشروع من خلال شخص أو مجموعة من الأشخاص...الأمر هذا يستفيد منه أصحاب المشاريع بعد ما يستوعبون تأثير الزبائن على أقرانهم، وكيف ممكن تخلي زبون يزورك مرة ويدفع لك وبالتالي يطلع ويعلن لك. وهذا راجع لحماس نقل التجربة المميزة للأهل والأصحاب. وحالياً ما يكتفي العميل بالتوصية عن طريق التواصل المباشر مع اللي حوله، لكن باستغلال الطرق الحديثة للتواصل، مثلًا: بتصوير الزبون للمكان في الإنستغرام مع منشن، أو بتقييم المحل على خرائط قوقل، أو بعمل check in في تطبيق سوارم، أو كتابة رأي في فورسكوير وغيرها من التطبيقات اللي تعتبر قاعدة بيانات تسويقية للمشروع من قِبل الزبائن.لذلك كما ذكرنا بمقال سابق بأن تجربة العميل هي عامل مهم في التسويق، وخصوصاً في التسويق الشفوي أو كما يُسمى Word of Mouth في دلالة على قوة الكلمة وتأثيرها في الناس.لذلك بعد تحليل هذا الأمر واستيعاب أهميته، مهند حدد بعض الخطوات عشان يستفيد من هذه الخاصية البشرية، وكانت في أربعة نقاط:1. **استعداده لتحسين تجربة العميل:** عدّل منتجه وطريقة تقديمه، واختار موظفين يحسنون الاستقبال والتعامل من الزبون، عشان يخلق جو من الراحة يضمن فيها إن العميل راح يطلع ويمدح فيهم.2. **تأكد من وجود اسم مشروعه على كل منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث،** لتسهيل وصول العملاء له وتقييمه والاستفادة من هذه الخدمة المجانية لزيادة تناقل الناس اسم المشروع.3. **قام بجهد بسيط، وهو البحث عن الأشخاص المُقيميين والمدونين المحليين** في خرائط قوقل وفورسكوير واللي لهم حضور وموثوقية بهذه المنصات، وأرسلهم دعوة لزيارة مشروعه وتجربة منتجاته، وهالمجموعة من الأشخاص بالعادة يحبون التجربة ويكون حضورهم بلا مقابل مادي.4. **الخطوة الأخيرة، اهتمامه بكل رأي يوصله،** سواءً من الزبون مباشرةً أو في أحد المواقع، ويقوم بنشر الآراء الإيجابية عن المشروع، وهذه تعطي موثوقية أكثر عند الزبائن المُحتملين أنه يخوضون التجربة مثل هذا الشخص اللي تم نشر رايه.وبطبيعة الحال بجانب كل هذا ما أهمل عمل حملات إعلانية بتكلفة معقولة عشان يوسع دائرة الزبائن ويكسبهم كمُسوقين شفهيين.من زمان وإلى اليوم ولبكرة، التوصيات والتسويق من خلال تجارب العملاء أهم عناصر التسويق، ومن الخطأ إهمالها وعدم تخصيص جهد في المشروع واهتمام الخطط التسويقية بهذا الجانب واستغلاله لتحقيق نتائج إيجابية تكون ذات نفع كبير للمشروع، خصوصاً إنها في غالب الأحيان غير مكلفة مادياً.