مدونة بزنس نورة
مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للمشروع الناشئ
يُعتبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من المصادر الرئيسية للمعلومات والترفيه في عصرنا الحالي، حيث يتوجه الأفراد من مختلف الأنواع إليها بغية استكشاف هذه العوالم، ومحاولة فهمها والتفاعل معها، وإشباع رغباتهم وحاجاتهم المتنوعة. من أبرز هذه الرغبات، الرغبة في التعلم لغرض التطوير الذاتي والتمكين، وامتلاك المعرفة في مجال محدد، بالإضافة إلى الرغبة في الترفيه والتخلص من ضغوط العمل والحياة اليومية، وكذلك الرغبة في المشاركة الاجتماعية ومتابعة الأحداث والأخبار ومعرفة ما يدور في المحيط الاجتماعي. وبطبيعة الحال، يمكن القول إن الأفراد هم الدافع الأساسي لهذه المنصات، ولذلك تسعى هذه المنصات للتنافس فيما بينها للحفاظ على مستخدميها من خلال تلبية الرغبات والحاجات المذكورة للإبقاء على المستخدمين ضمن هذه المنصات.وقد أدركت المشاريع والمؤسسات الضرورة في التواجد والتفاعل ضمن هذه المنصات للاستفادة من المزايا العديدة التي توفرها، مثل التفاعل السريع، والوصول المباشر، والفعالية، والقياس المستمر، لتحقيق أهداف متعددة منها القدرة على المنافسة، والتواصل مع العملاء، وخدمتهم، وترويج العلامة التجارية أو الاسم، وزيادة المبيعات، والتعريف بالخدمات والمنتجات. وذلك من خلال بث رسائل تفاعلية متنوعة، أو تصميم حملات اتصالية على هذه المنصات، أو من خلال المنصات المملوكة لها لتحقيق الأهداف المرجوة باستخدام هذا النوع من وسائل الاتصال الجماهيري غير المباشرة. ولا شك أن تأثير الرسالة الرقمية على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي يفوق تأثير الرسائل في المنصات الاتصالية التقليدية مثل الصحف والتلفاز والراديو، من حيث التأثير على السلوك والمشاعر والأفكار، بفضل ما يتميز به المحتوى الرقمي من مزايا عديدة، أهمها دقة الاستهداف وقياس الاستجابة الاتصالية بشكل سريع ومباشر، مما يساعد المرسل في تقييم فعالية الرسالة ومن ثم تعزيزها أو تغييرها.تعتبر الرسائل الرقمية، أو ما يُعرف اليوم بالمحتوى، من العناصر الأساسية التي يُشير إليها الخبراء ورجال الأعمال بأنها ضرورية للتأثير على الجماهير، وقد وُصفت بأنها الملك. من الأهمية بمكان للمؤسسات، وخاصة الناشئة منها التي لا تزال في مرحلة عدم الوعي الكامل بخدماتها أو منتجاتها لدى الفئات المستهدفة، أن تعمل على زيادة الوعي بها. يجب على هذه المؤسسات ألا تركز على نوع واحد من المحتوى الاتصالي وشكله فقط، بل عليها أن تتنوع في الأنواع والأشكال لتحقيق تأثير أكبر. يُلاحظ أن المحتوى الترويجي للخدمات والمنتجات هو السائد على بعض المنصات الإلكترونية، وهو ما يسعى القائمون على هذه المشاريع لتحفيز العملاء على اتخاذ قرار الشراء أو التفاعل، وقد ينجح ذلك لكن في حالات محدودة وغير مستمرة. من الضروري أن تتكيف هذه المشاريع مع طبيعة الأفراد وحاجاتهم التي تحفزهم على استخدام هذه المنصات والتفاعل معها لتحقيق تأثير مستمر ومتزايد.وتكمن أهمية التنويع في المحتوى للمؤسسات والمشاريع الناشئة في تقديم مجموعة من القيم المعنوية الحقيقية للعملاء الحاليين والمحتملين، التي تلبي حاجاتهم ورغباتهم في الترفيه، المشاركة، التعليم، التمكين، والتأثير على مخزونهم المعرفي. هذا يساهم بشكل كبير في صناعة صورة ذهنية إيجابية للمؤسسات والمشاريع، ويزيد من قبولها لدى العملاء، ويعزز القيمة الدائمة لهم، ويسهل قبول رسائلها الاتصالية المستقبلية، مما يخلق مع مرور الوقت درجات عالية من الميل الإيجابي والثقة المتبادلة.تعدد أنواع المحتوى الرقمي وأشكاله وأن من أبرز أنواع المحتوى الاتصالي وأكثرها أهمية هو المحتوى التعليمي أو التثقيفي والذي يعرف: بأنه القدرة على نشر العلم والمعرفة والخبرة الخاصة بمجال نشاط المشاريع أو المجالات المحيطة به عن طريق الخبراء والمختصين، كأن يقوم مشروع يختص ببيع الأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر بنشر طرق الاستخدام المتعددة ومجموعة من التحذيرات والتوصيات والتطبيقات المجانية والمساهمة الفاعلة في الاحداث الخاصة بالمجال التقني والتطورات الحاصلة في هذا المجال عن طريق اشكال النشر المتعددة كالكتب والمقالات والتقارير والانفوجرافيك التعليمي والصور والفيديو والصوتيات وغيرها .وقس على ذلك باقي أنواع المحتوى الاتصالي المختلفة كالمحتوى الترفيهي والمحتوى الملهم والمحتوى التعريفي والاخباري التي تمس بشكل مباشر رغبات المستخدمين وتعمل على اشباعها فهي بهذا تقوم بدور هام في تهيئة هذه المنصات لتكون مرجعا تعليمي واخباري وترفيهي متوفر على مدار اليوم، مع الاخذ بالاعتبار بأن المشاريع لا تستطيع المحافظة على كل الفئات المستهدفة بشكل دايم ومستمر بحكم طبيعة الفرد المتغيرة والغير مستقرة فتكون هذه المنصات بمثابة برامج الرعاية الامتنان لهم.إن ما تقوم به هذه المنصات في مجمل عملها هو نشاط اتصالي رقمي يعرف بأنه: هو القدرة على نقل الأفكار والمعلومات عبر وسيط رقمي لإحداث أثر مرغوب لدى المستقبل لهذه الأفكار والمعلومات، وتتمثل هذه المعلومات والأفكار فيما تستطيع هذه المشاريع القيام به ومدى تمكنها مما تقوم به؟ كذلك وماهي رسالتها؟ وماهي رؤيتها للمستقبل؟ وماهي قصتها؟ وما هو السبب من وجودها؟ وماهي القيم المضافة الحسية والمعنوية التي تقدمها؟، ليتم إيصال ذلك عن طريق محتوى متنوع الغرض منه بداية هو الاتصال.بهذا تكون هذه المشاريع قد اخذت فئاتها المستهدفة في رحلة مرورا بمحطات عديدة أولها زيادة الوعي بنشاطها وثم محطة لفت الانتباه تجاه خبراتها وقدراتها ومن ثم محطة اثارة الرغبة بأن يكونوا جزءا منها انتهاء بمحطة اتخاذ القرار التفاعلي معها لتكون هذه الأخيرة بمثابة الحصاد أو التتويج لكل جهود الاتصال السابقة، فالوصول لهذه المحطة يجب أن يسبقه المرور بمحطات عديدة عنوانها البارز العطاء ثم العطاء ثم المبادرة بالطلب.
شارك :