مدونة بزنس نورة

الكاتب

الكاتب

خبير متطوع

تاريخ الانضمام

تاريخ الانضمام

8/13/2024

@Nourasbusiness

كتب في : 19-08-2024 09:40
40
عن الغموض الذي يلف صناعة المحتوى

عن الغموض الذي يلف صناعة المحتوى

عن الغموض الذي يلف صناعة المحتوى..!بعض المجالات المستحدثة في عالم ريادة الأعمال لدينا تكاد تكون مبهمة، وربما نعتقد بأن بقائها مبهمة يعني ملازمتها للعظمة، والندرة، والابتكار. فتبقى منطقة محظورة حتى على من هم أهل لها! ومن هذه المجالات مجال صناعة المحتوى، فمن الطبيعي أن تجد كاتبًا مبدعًا وماهرًا لكن! لا يفهم معنى أن يكون قلمه وإبداعه مستثمرًا في كتابة المحتوى، وكتابة المحتوى هنا هي جزء من أجزاء صناعة المحتوى!إذا أتينا للحديث عن صناعة المحتوى، فنحن نرى كتاب المحتوى عملة نادرة، وهم كذلك، ولكن! بعض الندرة غير محمودة! لأنها تأتي من عدم فهم للمجال. سواء ممن يجب أن يعمل فيه، وممن يجب أن يكون عميلًا في هذا المجال لدى إحدى شركات صناعة المحتوى، أي أن الغموض في المجال يجعل العملاء أقل؛ فإذا أردت أن يعترف أحد بك كصانع للمحتوى فاصنع محتواه، أو اجعله يعلم بمقادير مطبخك ليزورك في وقت الحاجة، أو يتذكر اللجوء إليك. أما إن بقي الأغلب لا يفهم ولا يرى فائدة في صناعة حملة تسويقية ضخمة ممنهجة بطريقة ذكية لمنتج أو خدمة بحيث يعلق المنتج وتعلق الخدمة في الأذهان، وترسم الطريق في عملية البيع والشراء لهما.أركز في حديثي هذا في الجزء الإبداعي من صناعة المحتوى، وهو ما يخص الحملات الإعلانية التي لا تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي إلا في خطوة الانتشار النهائية، وبعد بناء بنيان الحملة، وعباراتها التي تعلق في الأذهان. الانطباع الأولي لدى أي عميل عن منتج أو خدمة هو الانطباع الذي يصعب تغييره، فبدلاً من النزول في مواقع التواصل الاجتماعي بشرح مفصل عن الخدمة أو المنتج، يتم استقطاب العميل وجذب انتباهه بعبارات تجعلُه مُستعدًا لسماع التفاصيل. ومن ثم لا يُسمي المنتج أو الخدمة ولا يتذكرها بعد الاستخدام إلا بما سَمِعَهُ في المرة الأولى لأنه لامس شيئًا في وجدانياته قبل أن يلُامس حاجته.تفاصيل بعض الأمور في صناعة المحتوى الإبداعي إذا تم عرضها للعامة لا يعني فقدان سر المهنة، وشيوعه. ولا يعني تضييع الوقت في شرح ما لا يُشرح، ولكن بعض التوضيح يُفجِّرُ مواهب، ويُخرج الإبداعات من طاقات الشباب التي لا يعلموها عن أنفسهم بسبب عدم فهمهم للمجال وهذه الصناعة. ما أقصده بالشرح هو التفاصيل الأساسية للمجال، وأقرب مثال على ذلك الشرح هو مسلسل Mad Men، والذي يعرض في حلقاته اجتماعات لشركة تقوم بصناعة المحتوى للحملات الإعلانية، وجميع الحوارات الموجودة في الاجتماعات ماهي إلا تعليمية وتجويدية للمشاهد من تلك الدولة، ورفعٌ لمستوى ثقافته في صناعة المحتوى، ومعرفته بأهمية تلك الصناعة. ومتأكدة لو أن أحد التجار لم يلجأ لصناعة المحتوى في تجارته، ولا يعرف أهمية الصناعة في التسويق لعلامته التجارية ورأى المسلسل أو تابعه لخصص جُزءًا ليس بقليل من ميزانياته التسويقية وخططه الاستراتيجية المستقبلية في خدمات كتابة المحتوى؛ أي أن ازدهار هذا المجال يعتمد على شرحه للعامة، يعني وظائف برواتب عالية للكتاب، والمصممين، والمنتجين، وجميع موظفي سلسلة العمليات الخاصة بالصناعة، وأيضا يعني ارتفاعًا في الدخل المالي لشركات كتابة المحتوى، ولن يخسر أحد.إضافة إلى الأطراف المستفيدة من ازدهار صناعة المحتوى وتوسعها، فإن المجتمع بأكمله سيستفيد من باب أن:الفن بوابة كبيرة لزرع قيمة أو تثقيف بمعلومةوهذه الصناعة تعتبر فن من الفنون، أو على الأقل بعض أجزائها لا يتجزأ عن الفن. وإذا أتينا لاستخدامها مثلا في مجتمعنا المحلي على طريقة مسلسل Mad Men؛ فإنه يجري عليها ما يجري على الفن المرئي من إمكانات تتعلق بـ زرع القيم، وتعزيز المبادئ، أو خلق سلوك مجتمعي معين عبر رسائل ضمنية في ذلك الفن. لقد حدد المسلسل سكان تلك المنطقة كمستفيدين من فهم الصناعة دون غيرهم من المشاهدين؛ لأن صناعة المحتوى لا تتجزأ عن قيم كل مكان، ولو تم فصلها عن قيم المجتمع المحلي والسلوك العام المتعارف عليه لما أدّى المحتوى النتيجة المطلوبة من الحملة. فالمحتوى الجيد يُعطي نتيجة طويلة المدى، وبصمة إيجابية تصنع من المنتج إيرادات طائلة، ومن الخدمة توسُّعًا. وبعكسه المحتوى الذي يسبب الصدمة الأولية، فينتشر انتشار النار في الهشيم، ومن ثم تذهب الصدمة، فيخمدُ سوق المنتج أو الخدمة، وينساها الناس، ولكن لا ينسوا ارتباطها الأولي بتلك الصدمة، وكل هذا معروض في ذلك المسلسل.ما أرمي إليه أن صناعة المحتوى تتطلب ذكاء ليس محدودًا، وبحر متجدد ومتشعب، ولا يمكن أن ينضب من البحث عن الإلهام. ومهارات لا يتوقف تطويرها. وتصعب التشابهات فيه من عمقه وكثرته. فلو كان لدينا خمسون شركة متميزة في كتابة المحتوى في السعودية (الرجاء التركيز على كلمة متميزة)، فلا يمكن أن تتشابه أعمالها. فالإبداع في هذا المجال متسع الأفق؛ ولكن إذا تم فهم أساسياته. وعلى جانب آخر؛ فإن اهتمامنا بنشر ثقافة صناعة المحتوى يعني ضمنيًا حفاظنا على تراثنا من العادات، وحفاظنا على قيمنا بتعزيزها، وصناعة إعلام تسويقي وتوعوي يناسبنا ويعبر عنا.
 

شارك :